سؤال عن آية
(وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) الإسراء : ١٦
فقال أخبروني ما معنى هذا الإهلاك الذي يريده الله تعالى وكيف قدم إهلاكهم على أمره لهم ومتى يستمر مع القول بالعدل أن يريد إهلاك قوم قبل أن يأمرهم فيعصوا وما معنى قوله (أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) ففي هذا على من لم يفهم معناه شبهة والله لا يأمر إلا بالعدل.
الجواب
قيل له في هذه الآية وجوه :
أحدها أن من الإهلاك ما يكون حسنا وهو أن يكون مستحقا أو امتحانا وإنما يكون قبيحا إذا كان ظلما أو عبثا.
وقد ثبت لنا بالدليل الواضح عدل الله تعالى وحكمته وأنه لا يريد الظلم ولا يقع منه العبث (١) فعلمنا أنه لا يريد إلا الإهلاك الحسن.
وأما قوله (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) فالمأمور به هنا محذوف وهو الطاعة وتقدير الكلام أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا وخالفوا ويجري هذا مجرى قول القائل أمرتك فعصيتني فحذف ذكر ما أمره به لفهم السامع له وهذا معروف من كلام العرب والأمثلة فيه كثيرة.
وأما مترفوها فهم الذين يعملون في الدنيا في غير طاعة الله تبارك وتعالى.
_________________
(١) في الأصل البعث وهو غلط من الناسخ.