وقوله (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) آل عمران : ٢٠
ونظير ذلك كثير في القرآن فكيف يصح هذا الإسلام من الرسول ولم يكن قط كافرا وهل بعد هذا البيان شك يعترض عاقلا؟؟
ثم يقال لهم إذا كان لا يسلم إلا من كان كافرا فما تقولون في إسلام إبراهيم الخليل صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن قط كافرا ولا عبد وثنا حيث (قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) البقرة : ١٣٠ ـ ١٣١
فقد تبين لكم أيها الإخوان ثبتكم الله على الإيمان ما تضمنه هذا الفصل من البيان عن صحة إسلام أمير المؤمنين عليهم السلام.
وأنا أتكلم بعد هذا على الذين قالوا إنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أسلم ولكن لم يكن السابق الأول وزعمهم أن المتقدم على جميع الناس أبو بكر.
فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين عليهم السلام أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع
اعلموا أن أهل النصب والخلاف قد حملتهم العصبية والعناد على أن ادعوا تقدم إسلام بي بكر على سائر الناس وإذا هم عرجوا عن طريق المكابرة واطلعوا في السير الطاهرة والأخبار المتواترة والآثار المتظافرة والأشعار السائرة وأقوال أمير المؤمنين عليهم السلام الظاهرة وجدوا جميع ذلك ناطقا بخلاف ما يزعمون شاهدا بكذبهم فيما يدعون قاضيا بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسبق إلى الإسلام وأنه لم يتقدمه بشر من الأمة بأسرها غير خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث يوم الاثنين وفيه أسلمت خديجة وأن أمير المؤمنين عليهم السلام أسلم يوم الثلاثاء.