قال من قبل أمه مريم.
قال يحيى فمن أقرب مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعيسى من إبراهيم عليهم السلام أم الحسن والحسين عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
قال الشعبي فكأنما ألقمه حجرا.
فقال أطلقوه قبحه الله وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها.
ثم أقبل علي فقال قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه ودعا بجزور فنحروه وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه وما تكلم بكلمة حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما.
فصل من القول في القضاء والقدر
سؤال إن قال قائل ما قولكم فيهما وما معناهما عندكم وحقيقتهما وهل أفعال العباد عندكم بقضاء الله وقدره أم لا وما معنى الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال حاكيا عن ربه جل وعز :
ومن لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ ربا سوائي. (١)
وما روي عنه عليهم السلام من أنه أوجب الإيمان بالقدر خيره وشره وأخبر أن الإيمان لا يتم إلا به وما معنى قول المسلمين إن الواجب الرضا بما قضاه الله وقدره أبينوا لنا عن حقيقة ذلك ليحصل لنا العلم به.
الجواب
قلنا الواجب من هذه المسألة أولا أن نذكر معاني القضاء والقدر ثم نبين ما
_________________
(١) رواه الصدوق في التوحيد صلى الله عليه وآله وسلم ٣٧٩ على تغيير في بعض ألفاظه.
(٢) هو مضمون الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لا يؤمن أحدكم حتّى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره رواه في التوحيد صلى الله عليه وآله وسلم ٣٨٨.