وروي أن نبيا من الأنبياء مر برجل قد جهده البلاء فقال :
يا رب أما ترحم هذا مما به فأوحى الله إليه :
كيف أرحمه مما به أرحمه.
وروي أنه لما نزلت هذه الآية
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) سورة النساء : ١٢٣
فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله جاءت قاصمة الظهر.
فقال عليهم السلام كلا أما تحزن أما تمرض أما تصيبك اللأواء (١) والهموم؟؟؟
قال بلى قال فذلك مما يجزى به.
وروى جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
عائد المريض يخوض في البركة فإذا جلس انغمس فيها
وقال عليهم السلام :
إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئا وهو يطبب النفس
أنشد لبعضهم
حق العيادة يوم بين يومين |
|
وجلسة لك مثل الطرف بالعين |
لا تبرمن مريضا في مسائله |
|
يكفيك تسأله من ذا بحرفين (٢) |
فصل من خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذكر الموت والوعظ
يا أيها الناس كأن الموت على غيركم كتب وكأن الحق على غيركم وجب وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبؤهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظ وأمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره وأنفق ما اكتسب في غير معصية
_________________
(١) الشدة وضيق المعيشة ، ويطلق ويراد به القحط.
(٢) في النسخة : هكذا يكفيك من ذاك تسأله بحرفين ، وهو لا يستقيم وزنا وهو خطأ من الناسخ.