الآية الأولى قول الله عزوجل:
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) الأعراف : ١٥٥
المواضع المسئول عنها من هذه الآية التي يتعلق بها المخالفون منها ثلاث مواضع.
أحدها قول موسى عليهم السلام أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا فيقولون : كيف خفي على نبي الله أنه لا يجوز في العدل والحكمة أخذ العبد بجرم غيره.
الثاني قوله (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) فزعمت المجبرة أن في هذا دلالة على أن الله تعالى يفتن العباد الفتنة التي هي الإضلال.
الثالث قوله تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء قالوا وهذا بيان أنه سبحانه يفعل في طائفة من عباده الضلال ويحرمهم الإيمان ويخص الأخرى بالهدى ويجنبها الضلال.
الجواب :
أما قول موسى عليهم السلام (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) ففيه وجهان :
أحدهما أن الهلاك هنا هو الموت قال الله تعالى (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) (١) يعني مات فكان موسى عليهم السلام قال على سبيل السؤال أتميتنا مع هؤلاء السفهاء وليس الموت الذي سأل عنه عقوبة بل على ما جوزه من اتفاق حضور الميتة كما اتفق هلاك العالمين في طوفان نوح عليهم السلام إلا من حملت السفينة فكان هلاك الكفار منهم عقوبة لهم وهلاك الأطفال والبهائم ومن لا تكليف عليه معهم لحضور آجالهم.
_________________
(١) سورة النساء ١ ٧٦