ومنها قوله تعالى (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) ما هذا الإصر والأغلال التي كانت عليهم؟
ومنها قوله (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ) فقد تأول قوم ذلك في أبي بكر وعمر وعثمان.
ومنها النور الذي كان معه عليهم السلام ما هو ليقع العلم به.
الجواب
أما قوله سبحانه (الْأُمِّيَ) فإنما نسبه إلى أم القرى وهي مكة قال الله تعالى (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها).
وأهلها هم الأميون قال الله تعالى
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) الجمعة : ٢
وهذا كاف في إبطال ما ظنوه.
وأما الإصر هاهنا [ف] هو الثقل والأثقال التي كانت عليهم والأغلال يحتمل أن تكون الذنوب التي اقترفوها في حال الكفر والضلال فأخبر الله سبحانه أنه يضعها عنهم إذا آمنوا به وبرسوله عليهم السلام وأما قوله (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فهو مدح لمن كان على هذه الصفات وليس فيه تسمية لأحد يزول معها الإشكال ولا على ما ادعاه المخالفون في ذلك دليل إجماع.
ومن سبر الأخبار واطلع في صحيح السير والآثار علم أن أبا بكر وعمر وعثمان معرون من هذه الصفات.
وهذا باب يتسع فيه الكلام والواجب مطالبة من ادعى أن هذه الآية فيهم بدليل على دعواه يصح بمثله الاحتجاج فأما الآية نفسها فلا تدل على ذلك.
وأولى الأشياء أن يكون المدح فيها للذين حصل الاتفاق على استحقاقهم ما