قوله (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) وما في معناه في اللغة.
وقوله (عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ) فهو مما ينتسب به المجبرة.
وقوله (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) فقد قال بعض الملحدة إذا كانت رحمته وسعت كل شيء فكيف لم تسع الكافر الذي لم يرحمه؟
الجواب.
أما قوله (هُدْنا إِلَيْكَ) فمعناه تبنا إليك.
وأما قوله (عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ) فالكلام فيه كالكلام في الضلال والهدى وقد تقدم من الكلام في ذلك ما يستدل به على أنه تعالى لا يشاء أن يعذب إلا من عصى.
وأما قوله (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) ففيه وجهان.
أحدهما أن نعمه سبحانه في الدنيا قد شملت الخلائق ووسعت العباد وسيكتبها في الآخرة للذين يتقون ويكونون على ما نعته من الصفات.
والوجه الآخر أنه أراد بقوله وسعت كل شيء أن رحمته تسع الخلائق لو دخلوها ولا تقصر عنهم لو عملوا لها غير أنه لا يكتبها إلا لمن اتقى وفعل الحسنى.
الآية الثالثة
قول الله تعالى :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف : ١٥٧
المواضع المسئول عنها من هذه الآية
منها قوله تعالى (النَّبِيَّ الْأُمِّيَ) فقد ظن قوم أنه أراد بذلك عدم علمه بالخط.