وإن أقروا به وقالوا (١) قد كان على هذه الصفات.
قيل لهم فقد صح حدوثه وبطل قدمه وحصلتم عابدين لبشر مخلوق مربوب.
فإن قالوا إنما رأينا ناسوته المحدث ولم نر لاهوته القديم.
قيل لهم أوليس من مذهبكم أنهما اتحدا وصارا شيئا واحدا؟
فإذا قالوا نعم.
قيل لهم فيجب أن يكون من رأى أحدهما فقد رآهما وإن لم يكن الأمر كذلك فما اتحدا.
فصل آخر من قولهم وكلام عليهم
هم يذهبون إلى أن إلههم من ثلاثة أقانيم والأقنوم عندهم هو الجوهر يعنون الأصل فالثلاثة الجواهر عندهم إله واحد ويسمون هذه الثلاثة الأب والابن والروح.
فيقال لهم إذا جاز أن يكون عندكم ثلاثة أقانيم إلها واحدا فلم لا يجوز أن يكون ثلاثة آلهة أقنوما واحدا ويكون ثلاثة فاعلين جوهرا واحدا فما أبطلوا به هذا بطل به قولهم سواء.
فصل من قولهم
وقد احتجوا فقالوا وجدنا من له ابن أشرف وأفضل ممن لا ابن له ومن لا ابن له ناقص.
قالوا وكذلك وجدنا من لا حياة له ميت والروح هي الحياة فوجب أن تصف إلهنا بالشرف والكمال ووجود الحياة.
فيقال لهم فقولوا إن له بنين عدة فإن ذلك أكثر لشرفه وأسنى لمنزلته
_________________
(١) في النسخة (وقال)