والتسليم في جواب السؤال لما أوجبه الدليل والبرهان.
والحمد لله الموفق للصواب وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين.
زيادة في المسألة :
وقد احتج من نصر الجواب الثاني المنسوب إلى الشافعي بقول الله تعالى (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) الأنعام : ٢٨.
وجعل ذلك دلالة على أنه عذبهم بعذاب الأبد لعلمه بذلك من حالهم وليس في هذه الآية دلالة على ما ظن وإنما هي مبنية على باطن أمرهم ومكذبة لهم فيما يكون في القيامة من قولهم وما قبل الآية تتضمن وصف ذلك من حالهم وهو قوله تعالى سبحانه :
(إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنعام : ٢٧.
فقال الله سبحانه :
(بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) الأنعام : ٢٨
هذا لما تمنوا الرجوع إلى دار التكليف وليس فيه إخبار بأنه عذبهم لما علمه منهم أن لو أعادهم (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
فصل :
روي أن امرأة العزيز وقفت على الطريق فمرت بها المواكب حتى مر يوسف عليهم السلام فقال :
الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته والحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته.
وذكروا أن المتمناة ابنة النعمان بن المنذر دخلت على بعض ملوك الوقت فقالت إنا كنا ملوك هذا البلد يجبى إلينا خراجها ويطيعنا أهلها فصاح