وروى كثير منهم أنه عليهم السلام قال :
من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
وهذان الخبران يطابقان المعنى في قول الله تعالى :
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) الإسراء : ٧١
وقال الخصوم إن الإمام هاهنا هو الكتاب
قيل لهم هذا انصراف عن ظاهر القرآن بغير حجة توجب ذلك ولا برهان لأن ظاهر التلاوة يفيد أن الإمام في الحقيقة هو المقدم في الفعل المطاع في الأمر والنهي وليس يوصف بهذا الكتاب إلا على سبيل الاتساع والمجاز والمصير إلى الظاهر من حقيقة الكلام أولى إلا أن يدعو إلى الانصراف عنه الاضطرار.
وأيضا فإن أحد الخبرين يتضمن ذكر البيعة والعهد للإمام ونحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس ولا معنى لأن يكون له عهد في الرقاب نعلم أن قولكم في الإمام إنه الكتاب غير صواب.
فإن قالوا ما تنكرون أن يكون الإمام المذكور في الآية هو الرسول عليهم السلام؟
قيل لهم إن الرسول عليهم السلام قد فارق الأمة بالوفاة وفي أحد الخبرين أنه إمام الزمان وهذا يقتضي أنه حي ناطق موجود في الزمان فأما من مضى بالوفاة فليس يقال إنه إمام إلا على معنى وصفنا للكتاب بأنه إمام.
ولو أن الأمر كما ذكرنا لكان إبراهيم الخليل عليهم السلام إمام زماننا لأننا عاملون بشرعه متعبدون بدينه وهذا فاسد إلا على الاستعارة والمجاز.
وظاهر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مات وهو لا يعرف إمام زمانه يدل على أن لكل زمان إماما في الحقيقة يصح أن يتوجه منه الأمر ويلزم له الاتباع وهذا واضح لمن طلب الصواب.
ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبي عليهم السلام :