انتزاعها ويكون من خارج المحمول. فهذا النحو من العنوان الكلّي المتّحد مع المستصحب وجودا ممّا يثبت بثبوت المستصحب ويترتّب عليه أثره كما إذا استصحبنا وجود زيد ، فالإنسانية والناطقية والحيوانية متّحدات وجودا مع زيد وهذه العناوين المذكورة تتّحد مع المستصحب وجودا ويترتّب أثره عليها.
وامّا إذا كان منتزعا بملاحظة اتصاف المستصحب بعرض من الاعراض كما في الأسود والأبيض والقائم والقاعد ونحو ذلك ممّا كان مبدأ الاشتقاق فيه من الامور الحقيقية المتأصّلة التي بحذائها شيء في الخارج غير معروضاتها وإن كان وجود السواد والبياض والقيام والقعود في ضمن وجود معروضها وكان وجودها المحمول بالضميمة ، فهذا النحو من العنوان الكلّي المتّحد مع المستصحب وجودا ممّا لا يثبت بثبوت المستصحب ولا يترتّب عليه أثره.
وقد أفاد في وجه التفصيل ما حاصله : ان الأثر في الصورة الاولى انّما يكون لنفس المستصحب واقعا حيث لا يكون بحذاء ذلك العنوان الكلّي المتّحد مع المستصحب وجودا شيء آخر في الخارج غير المستصحب فان الطبيعي عين وجود أفراده في الخارج ، والعرضي ممّا لا وجود له إلّا لمنشا انتزاعه مثلا : يكون المالك والمملوك موجودين في الخارج والملكية أمر اعتباري انتزاعي غير موجود فيه ، وكذا الزوجية وهذا بخلاف الصورة الأخيرة كما في الأسود والأبيض والقائم والقاعد وأمثالها ، فان الأثر فيها ليس لنفس المستصحب واقعا بل لما هو من أعراضه وهو السواد والبياض والقيام والقعود مثلا : إذا قلنا زيد زوج هند وهند زوجة زيد فالموجود في عالم الخارج هو زيد وهند ، ولكن عنوان زوج كلّي متّحد مع المستصحب الذي هو زيد ، أي وجوده ، فهذا الحمل يسمّى بالمحمول بالصميمة. بالصاد المهملة وإذا قلنا : هذا الجسم أبيض ، أو أسود ، أو قلنا : زيد أبيض لونه ، أو أسود لونه فعنوان الأبيض كلّي متّحد مع المستصحب الذي هو وجود عمرو وحمل