اعتراض تلامذته عليه
اعترض عليه جمع من تلامذته في ضمن جلسة درسه المبارك ، بأنّ هذا غريب ضرورة أنّه إن كان المراد من استحالة انتقال العرض إلى موضوع آخر حقيقة غير مستلزم لاستحالة انتقال العرض تعبّدا ، أي انتقال العرض من موضوع إلى موضوع آخر تعبّدا كما هو مقتضى الاستصحاب ، أي إذا تعبدنا الشارع (المقدّس) بابقاء ما كان وبترتيب آثار الموضوع والمستصحب وتعبدنا بانتقال العرض من الموضوع المتيقّن إلى الموضوع المشكوك وهذا ليس بمستحيل.
فالنتيجة : أنّ المحال انّما هو انتقال العرض وكونه في الخارج بلا موضوع بحسب وجود العرض حقيقة لا بحسب وجوده تعبّدا ، أي الالتزام بآثار المستصحب (بالفتح) شرعا.
وعلى هذا الأساس ؛ فتحصّل ممّا ذكر أنّ البرهان العقلي المذكور يثبت استحالة انتقال العرض من موضوع إلى موضوع آخر حقيقة وواقعا ولكن هو لا يثبت الاستحالة المذكورة تعبّدا كي يكون دليلا على اعتبار بقاء الموضوع في جريان الاستصحاب ، بل يكون الدليل على اعتباره صدق نقض اليقين بالشك مع بقاء الموضوع وعدم صدق النقض المذكور بدون البقاء ، كما مرّ تحقيقه.
فإن قيل : لم يكون انتقال العرض من موضوع إلى موضوع آخر محالا. والحال أن العرض يحتاج إلى موضوع ما لا إلى موضوع خاص معيّن؟
قلنا : ان هذا الانتقال تستلزم الطفرة وهي مستلزمة لكون العرض بلا معروض ولو كان هذا الكون آناً ما في حال الانتقال والتحوّل ، فابقاء المستصحب بالفتح ، فعلا في ظرف الشك مع عدم احراز تحقّق الموضوع في الخارج وإن كان ممّا لا يمكن حقيقة لاستلزامه أحد المحذورين إمّا بقاء العارض بلا محل وموضوع ، واما انتقال