توضيح ذلك ان الحسد عبارة عن صفة رذيلة في النفس موجبة لكراهة كون غيره من الاخوان متنعما ، وحب زوال النعمة عنهم ، أو مقتضاها وأثره ، وهذا من حيث انه يمكن رفعه بالمجاهدات وعدم التفتيش في أمور الناس والتدبر فيما يترتب عليه من المفاسد الدينية والدنيوية وما يصل إلى المحسود من المنافع قابل لتعلق التكليف بتحريمه أو وجوب رفعه ، فقد رفعه الشارع الاقدس ما لم يظهر باللسان أو اليد ولم يتبع.
ويؤيد ذلك النصوص الكثيرة الواردة في الحسد (١).
واما الطيرة وهي التشام بالطير أو غيره وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم ، فقد رفعها الشارع واخبر ، انه ليس لها التأثير في جلب النفع أو دفع الضرر ، وان هذا المعنى بنفسه وان كان فيه مقتضى وضع الحرمة لكونه موجبا للشرك واختياري ، إلا ان الشارع إلا قدس رفع الحرمة عنه ، ما لم يعمل على طبقه ، ويمكن ان يكون المراد برفعه ان الشارع الاقدس لم يمض ما كان عليه بناء العرف من الالتزام بالصد عن المقاصد عند التطير.
واما الوسوسة في التفكر في الخلق ، فيمكن ان يكون المراد بها وسوسة الشيطان عند التفكر في مبدأ الخلق ، وانه من خلق الخالق ونحوه ، وعلى أي تقدير فقد رفع الشارع حرمتها وحكمها ، وتمام الكلام في كل واحد من هذه الثلاثة موكول إلى محل آخر.
__________________
(١) راجع الكافي ج ٢ ص ٣٠٦ باب الحسد / الوسائل ج ١٥ ص ٣٦٥ باب تحريم الحسد ووجوب اجتنابه دون الغبطة.