أ ل ه :
الله : هذا الاسم المعظّم ، للناس فيه أقوال كثيرة ومسألات (١) شهيرة قد أتقنتها والحمد لله في «التفسير الكبير» وكتاب «الدرّ المصون». ولنذكر هنا بعض ذلك فنقول : اختلف الناس في الجلالة المعظمّة ؛ هل هو مشتقّ أو مرتجل (٢)؟ والقائلون بالاشتقاق اختلفوا ؛ فقيل : هو من أله فلان يأله ألاهة أي عبد عبادة ؛ فإلاه فعال بمعنى معبود. ومنه قيل للشمس إلاهة (٣) لأنّ بعض الناس عبدوها. قال (٤) : [من الوافر]
تروّحنا من اللّعباء عصرا (٥) |
|
فأعجلنا الإلاهة أن تؤوبا |
وقيل : من (٦) أله أي تحيّر. وقيل (٧) : معناه ما أشار إليه عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه (٨) : «كلّ دون صفاته تحبير الصفات ، وضلّ (٩) هناك تصاريف اللغات» أي أنّ العبد إذا تفكّر فيه تحيّر. وفي الحديث : «تفكّروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله» (١٠).
فإذا ثبت أنّ أصله إلاه فقد أدخلوا عليه الألف واللام فصار الإله ، ثم نقلوا حركة الهمزة إلى لام التعريف وحذفوها. والتقى مثلان فأدغموه وفخّموه تعظيما. وقيل : بل حذفت همزته كما حذفت همزة الناس ، وأصله الأناس. ويدلّ على ذلك مراجعة الأصل فيهما. قال : [من الطويل]
__________________
(١) كذا رسمها في الأصل ، ولعل لها قراءة أخرى.
(٢) قال أبو حيان في البحر المحيط : ١ / ١٣٣ : «... والذي ينبغي اعتقاده أنه غير مشتق ، بل اسم مرتجل دالّ على ذات ..» ولسيبويه قولان في (الله) انظر الكتاب : ١ / ٣٠٩ و ٢ / ١٤٤ طبعة بولاق.
(٣) وفي الأصل : اللاهة.
(٤) ينسب البيت إلى مية بنت أم عتبة بنت الحارث (اللسان ـ أله) ويروى لغيرها. وانظر الغريبين : ١ / ٧٣ ، وألفاظ ابن السكيت : ٣٨٧.
(٥) قوله عصرا : هكذا رواية اللسان والتهذيب ، ورواية المحكم : قسرا وآلهة. واللعباء : مكان بين الربذة وبين أرض بني سليم.
(٦) الحرف ساقط من س.
(٧) ساقط من س.
(٨) جملة الدعاء من س.
(٩) في الأصل : وكل.
(١٠) النهاية : ١ / ٦٣ ، والآلاء : النعم ، واحدها ألّا بالفتح والقصر وقد تكسر الهمزة.