وأولاء : اسم إشارة للمذكر والمؤنث ، ويمدّ وهو الأكثر (١) ويقصر (٢). وتتصل به هاء التّنبيه من أوّله وكاف الخطاب من آخره. ويقال : أولئك (٣) ، وفيه لغات ذكرتها في «إيضاح السبيل إلى شرح التسهيل» ، وذكرت هناك رتبة نسبة (٤) القرب والبعد والتوسّط.
والآلاء : النّعم ، واحدها إلى كمعى ، وألى كرحى ، وألي كهجر ، وإلي كفلس. قال تعالى : (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ)(٥) أي نعمه الظاهرة والباطنة ، وإليه الإشارة بقوله : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً)(٦) قرىء (٧) بالإفراد والجمع. وقوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٨) معناه أنّ كلّ نعمة من نعمه وإن قلّت بالنسبة إلى فضله العميم ، فلا ينبغي أن تكفر بل تشكر. وقوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)(٩) قيل : (إلى) هنا هي النّعمة ، وناظرة بمعنى منتظرة ، وهذا تأوّله المعتزلة على ذلك لينفوا ما ثبت قطعا من الرؤية. قال الراغب بعد أن ذكره : وهو تعسّف من حيث البلاغة (١٠).
وألا : بالتخفيف ، يكون حرف استفتاح وتنبيه ينبّه به المخاطب ، ويكون للعرض والتمنّي. وتكون (لا) النافية دخلت عليها همزة الاستفهام من غير تغيير لها في العمل. وتكون للتخصيص ، فتختصّ بالفعل كألّا بالتشديد ، ولولا ، ولوما ، وهلّا. ولها أحكام أخر.
__________________
(١) وهي لغة أهل الحجاز.
(٢) ويقصر أي (أولا) وهي لغة بني تميم ، ووردت في لامية للأعشى.
(٣) في الأصل : أولا لك.
(٤) سقطت كلمة (هناك) من ح.
(٥) ٧٤ / الأعراف : ٧.
(٦) ٢٠ / لقمان : ٣١.
(٧) قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم بالجمع ، وقرأ الباقون «نعمة ظاهرة» بالإفراد (المبسوط : ٣٥٢ ، ٣٥٣).
(٨) ١٣ / الرحمن : ٥٥.
(٩) ٢٢ ، ٢٣ / القيامة : ٧٥.
(١٠) المفردات : ٢٢.