وقيل : وزنها فعلة بسكون العين (١) ، فالياء (٢) قلبت ألفا ، وهو إعلال شاذّ لأنّ حرف العلة ساكن ، ولكن خشية كراهتهم التضعيف ، ومثل قولهم طائيّ في طيّء اكتفوا بأحد أجزاء العلّة.
وقيل : (٣) وزنها فاعلة ، والأصل آيية فخفّف بحذف العين. وزنها بعد الحذف فالة ، وهو ضعيف كقولهم في تصغيرها أييّة. ولو كانت فاعلة لقالوا أويّة. وفي هذا الحرف كلام أكثر من هذا أثبّته في غير هذا الموضوع.
وإيّاك وإياه وإياي وفروعها اختلف فيها ؛ فقال الزّجاج : إيّا : اسم ظاهر ليس من الضمائر ، والجمهور على أنه ضمير. ثم اختلفوا فقيل : هو بجملته ضمير ، وما بعده من الكاف والهاء والياء حروف تبيّن أحواله. وقيل : بل هي في محلّ خفض بدليل ظهور الخفض في ظاهر قد وقع موقعها في قولهم. فإياه وإيّا الشّوابّ (٤).
وقال الراغب : إيّا لفظ موضوع ليتوصّل به إلى ضمير منصوب إذا انقطع عمّا (٥) يتّصل به ، وذلك يستعمل إذا تقدّم الضّمير نحو (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)(٦) أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلّا نحو : (نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)(٧)(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)(٨). وفي الكلمة كلام طويل حرّرته في غير هذا الكتاب.
__________________
(١) فيكون أصلها هنا أيّة.
(٢) في الأصل كلمتان هما : إلا أن ، وصوّبناها من السياق.
(٣) القول للفراء انظر اللسان ـ أيي.
(٤) سمع عن العرب : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه وإيّا الشوابّ. وانظر الإنصاف ، المسألة ٩٨.
(٥) في لأصل : عنها ، والتصويب من المفردات : ٣٤.
(٦) ٤ / الفاتحة : ١.
(٧) ٣١ / الإسراء : ١٧.
(٨) ٢٣ / الإسراء : ١٧.