وقال : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)(١). وقال الشاعر (٢) : [من الطويل]
بدا لك في تلك القلوص بداء
أي ظهر.
وقوله : (وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ)(٣) ، يريد غير الحضر ، وهي البادية ، كأنّهم جعلوها فاعلة مجازا أي ظاهرة ، وإنما تظهر فيها الأشياء ، أو يكون على النسب ك (راضِيَةٍ)(٤) أي ذات بدو ، والأصل : بادوة ، فقلبت الواو ياء ، ومثله (بادِيَ الرَّأْيِ)(٥) ، بغير همز لأنه من : بدا يبدو. وقد تقدّم شرحه في بدا عند ذكر هذه القراءة. وقيل لساكن البدو : باد كغاد من غدا.
والنسبة إلى البادية بدويّ وهو شاذ ، وقياسه باديّ أو بادويّ (٦) كقاضي وقاضويّ. وقوله : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ)(٧) أي القادم والمقيم ، والبدويّ والحضريّ ، والقاطن والوارد.
ويقولون : فلان ذو بدوات ، أي ذو رأي (٨) ، جمع بداة (٩) (قناة مثل قطاة ونواة) (١٠) فجمعت على بدوات كقنوات. قيل : وهذا يحتمل المدح والذمّ. فالمدح بمعنى أنه إذا نزل به أمر مشكل فيبدو له رأي إلى أن يظهر له رأي الصواب فيعزم ، أنشد الأزهريّ للراعي (١١) : [من البسيط]
__________________
(١) ٣٥ / يوسف : ١٢.
(٢) عجز بيت للشماخ كما في اللسان ـ بدأ. ونحفظ صدره :
لعلك والموعود حقّ لقاؤه
(٣) عجز بيت للشماخ كما في اللسان ـ بدأ. ونحفظ صدره :
لعلك والموعود حقّ لقاؤه
(٤) ٢١ / الحاقة : ٦٩ ، وغيرها.
(٥) ٢٧ / هود : ١١.
(٦) وفي اللسان : «وبداويّ وبداويّ ، وهو على القياس».
(٧) ٢٥ / الحج : ٢٢.
(٨) لعله يريد : ذو آراء. ويرى النووي أنه الذي يتغير رأيه (تهذيب الأسماء : ٢ / ٢٣).
(٩) في الأصل رسمها «بديه».
(١٠) فراغ في : ح.
(١١) البيت للراعي النميري (الديوان : ٥٢).