وكلّ شيء على سبيل التهكّم والعكس كقولهم للأحدب : أبو القوام ، وللعييّ : خطيب. قال الشاعر (١) : [من الرجز]
وبالطويل العمر عمرا جيدرا
أي وبدّلت بالعمر الطويل عمرا قصيرا.
ج د ل :
المجادلة : المخاصمة والمقاوحة على سبيل المغالبة ، وهي مذمومة في الأشياء الظاهرة غير المحتملة للجدال كقوله تعالى : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَجادَلُوا بِالْباطِلِ)(٢) تنبيها أنّ الجدال قد يكون بحقّ وهو محمود ليظهر الحقّ كقوله : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(٣) ، (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(٤) ، قيل : منسوخة بآية السّيف ، والظاهر أنها محكمة (٥) ، والمعنى في ذلك لا ينافي قتالهم.
ومن محاسن كلام بعضهم : جدالهم لا ينافي جلادهم. وأصل الجدل قيل : من جدلت الحبل أي فتلته فتلا محكما وهو الجديل ، فكأنّ كلّا من المتجادلين يفتل صاحبه عن قوله إلى قوله. ثم استعمل في الإحكام المجرّد ، فقيل : جدلت البناء : أحكمته ، ودرع مجدولة : محكمة النّسج. والأجدل : الصّقر لحسن تعليمه الصيد. والمجدل : القصر لإحكام بنائه. وقيل : أصله من القوة فكأنّ كلّا من المتجادلين يقوّي قوله ويضعف قول صاحبه ، ومنه : الأجدل (٦) لقوّته في الاصطياد به. وقيل : أصله من المصارعة والإلقاء على
__________________
(١) الكلمة ساقطة من ح ، والشطر ساقط من س.
(٢) من الآيتين ٤ و ٥ / غافر : ٤٠.
(٣) ٤٦ / العنكبوت : ٢٩.
(٤) ١٢٥ / النحل : ١٦.
(٥) يذكر السيوطي (الاتقان ٢ / ٢) أن الآراء في القرآن ثلاثة : كله محكم ، وكله متشابه ، فيه محكم وفيه متشابه. والمحكم لا تتوقف معرفته على البيان ، والمتشابه لا يرجى بيانه. وقيل : المحكم : ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل ، والمتشابه : ما استأثر الله بعلمه. وأورد آراء أخرى.
(٦) الأجدل : الصقر.