ج م ل :
الجمل : الذكر من الإبل ، وجمعه جمال وأجمال ، ولا يقال له جمل إلا بعد البزول (١) ، قاله الراغب. وجمالة اسم جمع له ، وجمالات يجوز أن يكون جمعا لجمال أو جمالة. وجمالات وهي (٢) قلس السفن أي حبالها. وقرىء كأنه جمالات (٣) «وجمالة» والجامل : القطعة من الإبل معها راعيها كالباقر. قال الشاعر (٤) :
رحما الجامل الموئل فيهم |
|
وعناجيج بينهنّ الهادي |
وهو أكبر حيوان عند العرب ، ولذلك يضربون به المثل في العظم ، ومن ثمّ قال تعالى : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ)(٥) ، فعلّق ذلك على ما هو مستحيل ، وذلك لأنه علّقه على ولوج أعظم الأشياء في أضيق الأشياء. والجمل في الآية هو هذا الحيوان المعروف. وروي عن ابن عباس أنّه كان يقرأ «الجمّل» (٦). والجمّل : القلس وهو الحبل الغليظ الذي تجرّ به السفن. وكان يقول : الله أحسن تشبيها ؛ بمعنى أنّ في ذلك مناسبة وهو : الجمّل في خرم الإبرة. وقد حقّقنا هذا في «التفسير الكبير». ومثل التعليق بولوج الجمل قول النابغة (٧) : [من الوافر]
فإنّك سوف تعقل (٨) أو تناهى |
|
إذا ما شبت أو شاب الغراب |
قيل : وسمي الجمل جملا لأنّ فيه جمالا عند العرب ، ولذلك أشار إليه بقوله :
__________________
(١) في الأصل : البروك. والتصويب من المفردات واللسان.
(٢) يعني الأخيرة «جمالات».
(٣) ٣٣ / المرسلات : ٧٧. اختلف القراء في «جمالات» فقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه «جمالة» (معاني القراء للفراء : ٣ / ٢٢٥). وقرأ حفص وحمزة والكسائي «جمالة» بينما قرأ بقية السبعة «جمالات» (تفسير القرطبي : ١٩ / ١٦٥).
(٤) كذا في الأصل.
(٥) ٤٠ / الأعراف : ٧.
(٦) وفي النهاية : ١ / ٢٩٩ الحديث لمجاهد وهو : «أنه قرأ : حتى يلج الجمّل ـ بضم فشدّ ـ في سم الخياط».
(٧) الديوان : ١٥٥.
(٨) وفي الديوان : تحلم.