الشريف في إحدى الحجرات فوق الرأس الشريف وهي التي دفن فيها الشيخ جعفر الشوشتري. والآشتياني بالمدّ نسبة إلى آشتيان قصبة بين قم وسلطان آباد عراق العجم.
كان من مشاهير العلماء محققاً مدققاً في الفقه والأُصول من أجلاء تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري ، رأس في طهران في عصر الشاه ناصر الدين القاجاري ، وصار المرجع العام فيها في القضاة والأحكام ، وكان أستاذ عصره لكلّ طلبة العلم بها ، إليه الرحلة في إيران ، وهو أوّل من نشر علوم أستاذه المذكور في إيران وكتب درسه في الفقه والأصول في النجف بأبسط ما يكون.
ولمّا تصدى الميرزا الشيرازي لمنع إعطاء امتياز الدخانيات في إيران لدولة أجنبية كان هو الواسطة في ذلك ...
... وبقي في النجف إلى أن توفي الشيخ مرتضى سنة ١٢٨١ ق ، وبعد وفاته نحواً من سنة ثمّ حضر إلى طهران ورأس وحجّ سنة ١٣١١ ق ، وجاء إلى دمشق بأُبهّة وجلالة ؛ وكنت يومئذ في النجف وجرت مباحثات بينه وبين بعض علماء أهل دمشق تكلّم فيها بأوضح بيان وأجلى برهان ومما قالوه له : كيف إن الميرزا الشيرازي حرّم التدخين؟ وإذا كان حرمه فكيف أنت تدخن؟ فقال : حرمه لما يترتب على فعله من المضرّة وهي تمكين الأجنبي من استنزاف منافع البلاد فتركناه يومئذ فلما زال هذا المحذور عدنا إليه والمباح يصير محرماً إذا كان فيه ضرر ويحل إذا زال الضرر ، فمن كان يضره أكل الأرز حرم عليه أكله فإذا زال الضرر حل.
وجاء من هناك إلى العراق ولمّا ورد سامراء أمر الميرزا الشيرازي أهل العلم باستقباله فاستقبلوه وأضافه وزاد في إكرامه. وكانت جرت بينه وبين الشاه منافرة قبل مجيئه للحجّ ، ولما ورد طهران أمر الشاه بعدم استقباله فلم