الاقوى ، تكون قسمة التراضي معاملة قائمة بنفسها ، وتكون لازمة بعد الرضا والقبض والتصرف ، ولا يخفى أن هذا ليس واضحا تدوينا في الرسائل العملية المتداولة ، والله المسدد.
٤٦ ـ قاعدة الجب
الكلام في قاعدة الجب في ثلاثة مواضع.
الموضع الأول : في مستندها. وهو النبوي المرسل في كتب الاستدلال ، أعني قوله (ص) : (الإسلام يجب ما قبله).
ورواه في مجمع البحرين هكذا (الاسلام يجب ما قبله ، والتوبة تجب ما قبلها من الكفر والمعاصي والذنوب).
ونسب الاستاذ مد ظله هذا المتن في المستمسك ج ٥ ص ٣١ للمجمع وغيره ، ثم قال ما لفظه :
وفي أواخر شرح النهج لابن أبي الحديد ، عن أبي الفرج ذكر قصة إسلام المغيرة ، وأنه وفد مع جماعة من بني مالك على المقوقس ملك مصر ، فلما رجعوا قتلهم المغيرة في الطريق ، وفر إلى المدينة مسلما. وعرض خمس أمواله على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يقبله ، وقال : لا خير في غدر. فخاف المغيرة على نفسه من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصار يحتمل ما قرب وما بعد .. فقال له صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (الإسلام يجب ما قبله). وفي تفسير القمي في تفسير قوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ ..) الآية ، إن أم سلمة شفعت لأخيها عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قبول إسلامه ، وقالت له : ألم تقل أن الاسلام يجب ما قبله؟ قال (ص) نعم وقبل إسلامه. وفي السيرة الحلبية : أن عثمان شفع في أخيه ابن أبي سرح ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما بايعته وآمنته .. قال بلى ، ولكن يذكر ما جرى منه معك من القبيح ويستحي. قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الإسلام يجب ما قبله.