٢٧ ـ قاعدة
في أن العام هل هو حجة في عكس نقيضه ، أو لا
ويمكن تحرير هذه القاعدة على النحو الآتي ، فيقال :
إذا قال المولى لعبده ، كل عالم يجب إكرامه ، ثم قال لا تكرم زيدا ، ودار أمر زيد بين كونه عالما منع المولى من إكرامه ، فيكون خارجا تخصيصا وبين كونه ليس بعالم فيكون خارجا تخصصا ، فهل يستدل بهذه القاعدة على خروجه تخصصا ، فيقال : كل من لا يجب إكرامه ليس بعالم ، وزيد لا يجب إكرامه فهو ليس بعالم.
وتظهر الثمرة فيما لو أوجب المولى إهانة غير العالم ، فإذا ثبت كونه ليس عالما وجبت إهانته.
والتحقيق : أن ظهور العام لا يفيد إلا الظن ، وأن الظن ليس حجة بنفسه ولكن لما استقرت طريقة العقلاء على ترتيب آثاره ، وتبعهم الشارع وأقرهم كان حجة ، ومن المعلوم أن العقلاء لا يعرفون عكس النقيض ، ولا يتنبهون لمثل هذه اللوازم ، فكيف يتوهم استمرار طريقتهم على العمل به ، فضلا عن توهم تقرير الشارع لهم ، ثم أنه لا ريب في حجية عكس النقيض في التكوينيات للبرهان العقلي ، على ذلك بلزوم التناقض ، وأما في غيرها فلا برهان ، لأن التفكيك في الظنيات لا مانع من الالتزام به ، لأنه لا يستلزم تناقضا ، والله العالم (١).
٢٨ ـ قاعدة
في الفرق بين البدل والمسقط وفي الثمرة المترتبة على ذلك.
أعلم أن البدل على ثلاثة أنواع :
__________________
(١) أوائل جمادي الأولى سنة ١٣٧٢ ه.