وهو الملكية. و (على) في قولنا على اليد ما اخذت ، تحكي عن معنى اسمي يضاد الملكية ، ونتيجة سلب ملكية ما أخذت وثبوته عينا أو بدلا لصاحبه في عهدتها حتى تؤديه (١).
نعم ، (على) المتصلة بالضمير تكون اسم فعل ، وتكون حينئذ ظاهرة في التكليف نحو عليّ به وعليك بزيد. وقد تكون متصلة بالضمير ، وتبقى على حرفيتها. وربما يكون مدخولها عينا ، فيكون مفادها الوضع كما لو قال علي درهم وعليك درهم.
وثالثا : إن الظرف هنا ظرف مستقر يكون خبرا عن (ما) الموصولية. وتقدير المتعلق حينئذ ثابت ومستقر ، لا ظرف لغو ليكون تقديره يلزم ويثبت. هكذا قيل ومعنى الحديث حينئذ أن ما تأخذه اليد ثابت مستقر في الخارج والذمة ، لا ينتقل بالنوافل الاعتبارية ولا الخارجية ، وأنه يجب عليه ارجاعه ، أو ارجاع بدله.
الجهة الثالثة : في إنها هل تختص بضمان الأعيان ، أو تشمل المنافع معها .. قولان ... قرب الاستاذ الحكيم مد ظله أولهما وقرب غير واحد ثانيهما ، وهو الأظهر.
والتحقيق أن يقال لا ريب أن اليد حقيقة في الجارحة المعروفة. ولا ريب إنها بذاتها ، غير قابلة للخطاب بشيء من الأحكام ، تكليفية ووضعية. وحينئذ فلا بد من التصرف فيها ، بحملها على محمل يصح معه الخطاب ، ويكون مناسبا للكلام.
والمحتملات وإن تعددت ، إلا أن أظهرها تقدير مضاف محذوف ، وهو (ذو) فيكون التقدير ، على ذي اليد ما أخذت. وإنما عبر بها دون سائر الجوارح ، لكونها آلة للاستيلاء غالبا. ويمكن أن تكون اليد بمعنى السلطنة ،
__________________
(١) وبعبارة ثانية (اللام) في قوله لليد ما استلمت ، وللعين ما رأت ، تحكي عن معنى نتيجة الملكية. و (على) في قوله (ص) على اليد ما اخذت تحكي عن معنى نتيجة تضاد الملكية ، ومحصله سلب ملكية ما أخذته ، وثبوته عينا أو بدلا في عهدتها حتى تؤديه.