فيكتسب ألوانها ، إذن فالظهور الذاتي لكلّ كلام هو نتيجة اللغة زائداً المؤثرات الشخصية» (١).
وأمّا الظهور الموضوعي فهو «الظهور النوعي الذي يشترك في فهمه أبناء العرف والمحاورة الذين تمّت عرفيتهم. بعبارة أخرى هي «الدلالة التصديقية النهائية التي تتعيّن للكلام بلحاظ مجموع النظم والقوانين الموجودة لدى العرف لاقتناص المراد» (٢).
ومن الواضح أنّ هذين الظهورين قد يتطابقان وقد يختلفان «لأنّ الشخص قد يتأثّر بظروفه وملابساته وسنخ ثقافته أو مهنته أو غير ذلك ، فيحصل في ذهنه أنس مخصوص بمعنى مخصوص لا يفهمه العرف العام عن اللفظ.
ومن هنا يعلم أنّ الظهور الذاتي الشخصي نسبي ، مقام ثبوته عين مقام إثباته ، ولهذا قد يختلف من شخص إلى آخر ، وأمّا الظهور الموضوعي فهو حقيقة مطلقة ثابتة ، مقام ثبوته غير مقام إثباته ؛ لأنّه عبارة عن ظهور اللفظ المشترك عند أهل العرف وأبناء اللغة بموجب القوانين الثابتة عندهم للمحاورة وهي قوانين ثابتة متعيّنة ، وإن شئت عبّرت عنه بأنّه الظهور عند النوع من أبناء اللغة ، ومن هنا يعرف أنّه يعقل الشكّ فيه لكونه حقيقة موضوعية ثابتة قد لا يحرزها الإنسان وقد يشكّ فيها.
والظهوران قد يتطابقان كما عند الإنسان العرفي غير المتأثّر بظروفه الخاصة ، وقد يختلفان فيخطئ الظهورُ الذاتي الشخصي الظهورَ الموضوعي ،
__________________
(١) مباحث الأصول ، مصدر سابق ، ج ٢ ص ٢٤٧.
(٢) المصدر السابق ، ج ٢ ص ٢٤٦.