وقد تمثّلت تلك الجهود في أفكار وبحوث رائد المدرسة الأستاذ الوحيد ، وأقطاب مدرسته الذين واصلوا عمل الرائد حوالي نصف قرن حتى استكمل العصر الثالث خصائصه العامة ووصل إلى القمّة.
ففي هذه المدّة تعاقبت أجيال ثلاثة من نوابغ هذه المدرسة.
ويتمثّل الجيل الأوّل في المحقّقين الكبار من تلامذة الأستاذ الوحيد كالسيّد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة ١٢١٢ ه والشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة ١٢٢٧ ه والميرزا أبي القاسم القمي المتوفى سنة ١٢٢٧ ه والسيد علي الطباطبائي المتوفى سنة ١٢٢١ ه والشيخ أسد الله التستري المتوفى سنة ١٢٣٤ ه.
ويتمثّل الجيل الثاني في النوابغ الذين تخرّجوا على بعض هؤلاء كالشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم المتوفى سنة ١٢٤٨ ه ، وشريف العلماء محمد شريف بن حسن علي المتوفى سنة ١٢٤٥ ه ، والسيد محسن الأعرجي المتوفى سنة ١٢٢٧ ه ، والمولى أحمد النراقي المتوفى سنة ١٢٤٥ ه ، والشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة ١٢٦٦ ه ، وغيرهم.
وأمّا الجيل الثالث فعلى رأسه تلميذ شريف العلماء المحقّق الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري الذي ولد بُعيد ظهور المدرسة الجديدة عام ١٢١٤ ه ، وعاصرها في مرحلته الدراسية وهي في أوج نموّها ونشاطها ، وقُدّر له أن يرتفع بالعلم في عصره الثالث إلى القمّة التي كانت المدرسة الجديدة في طريقها إليها. ولا يزال علم الأصول والفكر العلمي السائد في الحوزات العلمية الإمامية يعيش العصر الثالث الذي افتتحته مدرسة الأستاذ الوحيد» (١)
__________________
(١) المعالم الجديدة للأصول ، محمد باقر الصدر ، مطبوعات مكتبة النجاح ، طهران