ضرورة أنها محل العبادة والزهادة لا أنها كقصور اللهو والغرور والطرب والانس ، بل قد يخدش ذلك نية المترددين إليها وقصدهم إياها.
لكن الجميع كما ترى ، خصوصا الأول ، إذ الإسراف مع أنه لا يخص المساجد يمكن منعه باعتبار حصول الغرض المعتد به من التحسين أو قصد تعظيم الشعائر كما يصنعونه في المشاهد المشرفة أو نحو ذلك مما يمتنع معه اندراجه في الإسراف المنهي عنه كما هو واضح ، بل والثاني ، إذ لا ريب في عدم حرمة البدعة اللغوية التي هي بمعنى عدم الوقوع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكم وكم مما هو في زماننا مما نعلم بعدم وقوعه وأما ما بعد الثاني فهو مع الإغضاء عن دلالة بعضه أو جميعه من الواضح عدم صلاحيته لإثبات الحرمة ، كوضوح فساد دعوى الجبر سندا ودلالة بالشهرة ، إذ لو سلم صلاحية جبر الشهرة ، لمثل ذلك مما ورد من طرقهم يمكن منع حصول شهرة معتد بها هنا ، كما لا يخفى على المتتبع.
ومن هنا كان خيرة جماعة من المتأخرين منهم الشهيد في الدروس الكراهة ، كما هو ظاهر أخرى ، بل حكاه في الذكرى عن الجعفي أيضا ، وفي كشف اللثام عن المهذب والجامع سواء فسر الزخرفة بالتزيين والنقش بالزخرف ـ وهو الذهب كما في جملة من كتب الأصحاب ، بل قيل واللغة كالصحاح والقاموس والمجمل والعين والمقاييس ، وفي المجمع الزخرف الذهب ، ثم جعلوا كل مزين زخرفا ، وفي الغريبين ويقال للذهب زخرف ، ومنه قوله (١) ( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ ) جاء في التفسير من ذهب ـ أو فسر بمطلق التزيين كما في الغريبين وعن الجمهرة وتهذيب اللغة والمحيط وعن الأزهري أنه حكاه عن أبي عبيدة وإن قال ويقال الزخرف الذهب ، كما أن الهروي بعد أن ذكر أنه كمال حسن الشيء ، قال : ويقال للذهب زخرف ، ونحوه
__________________
(١) سورة الإسراء ـ الآية ٩٥.