وحيث إنّ حكيم الفقهاء الربّانيّين ، وفقيه الحكماء الإلهيّين ، وحيد عصره وزمانه ، وفريد دهره وأوانه ، علاّمة العلماء والمجتهدين ، وكشّاف حقائق العلوم بالبراهين ، صاحب المفاخر والمكارم ، الحاج ميرزا أبو القاسم النوري الرازي ـ قدّس الله تربته وأعلى في الجنان رتبته ـ كان الذي اقتطفه من تلك الشجرة أحلاها ، وما التقطه من تلك الثمرة أزكاها ، وما استظهره من الحقائق أجلاها ، وما استنبطه من الدقائق أنقاها ، مشتملا على فوائد نفعها أعم ، ومحتويا لزوائد فيضها أتمّ ، تاقت نفوس الطالبين إلى مناله ، وراقت عيون المشتغلين رؤية مثاله ، فذهبت عليه نفسهم حسرات ، وطلبت نسخته من كلّ حاجز وآت.
فاعتنى لطبع هذا الكتاب المستطاب المسمّى بـ « مطارح الأنظار » ـ إعانة على البرّ واكتسابا للصواب ـ بعض من وفّقه الله لمراضيه ، وجعل مستقبل أيّامه خيرا من ماضيه ، عمدة الأخيار وزبدة التجّار ، المبرّأ من كلّ شين ، الآقا ميرزا محمّد حسين النوري ، أدام الله عزّه وإقباله.
فبحمد الله والمنّة خرج كتابا يسير في الأيدي مسير الصبا في الأمصار ، وصلّى الله على محمّد وآله الأطهار (١) (٢).
__________________
(١) لم ترد الخطبة في غير « ط ».
(٢) جاء في الذريعة ٢١ : ١٣٦ : « وقد رتّب مباحثه [ مطارح الأنظار ] وسمّاه بهذا الاسم ، وطبعه ولده الفاضل الحاج ميرزا أبو الفضل المتوفى : ١٣١٦ » فلعلّ المقدمة منه أيضا.