بهم الكلالة. (١)
أما عمر بن الخطاب فهو المبشّر عن الرسول الله صلىاللهعليهوآله بأنه لن يعلمها ولن يقيمها ، (٢) فقد ذهب بها عريضة حتى قال لمسروق وهو متبرّم بسؤاله عن الكلالة : الكلالة الكلالة الكلالة! وأخذ بلحيته ثم قال : والله لئن أعلمها أحبّ إليّ من أن يكون لي ما على الأرض من شيء. (٣)
وكان السيوطي قد نقل أن أبابكر حينما تكلّم بكلامه ضجّ عليه الإمام علي عليهالسلام حتى رجع عن قوله. (٤)
لا أريد أن أبسط المسائل ولكنك ترى ان هذه ما هي إلاّ عينة واحدة لمسألة واحدة حيث ترى حجم الخلاف (٥) في تفسير معنى كلمة واحدة ، والعهد برسول الله صلىاللهعليهوآله لم يزل حديثاً بعد ، وقبره (بأبي وأمي) لا زال خضراً ، فما بالك لو ارتبط الأمر بتفسير ظاهر القرآن نفسه؟! وما هو الحال لو امتد الأمر لمعرفة باطن القرآن؟!
ولو أخذت عينة أخرى تتعلق بنفس قراءة الكتاب المنزل ، وليس بمعانيها فنكبّد القوم قدراً من المشقّة! فمهما قيل في شأن طبيعة عملية جمع نفس القرآن ، وقد قرأ بين ظهرانيهم ، ورأوا آثار الوحي (البرحاء) وهي تأخذ بمجامع الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله إلا أن المتيقّن أن أخبار الاختلاف بينهم في شأن ما هو من القرأن ، وما هو من غيره تملأ كتب القوم ، وتعجّ بها ما يسمّونها بالصحاح ، بالصورة التي لم يستطع معها مبررو أخطائهم والموجّهين لعثراتهم من ردّها ، فابتدعوا ما أسماه الزركشي والسيوطي وغيرهما من أعلام القوم
____________________
(١) الدر المنثور ٢٥٠ : ٢.
(٢) الدر المنثور ٢٥١ : ٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٦٠٨ : ٢.
(٣) الدر المنثور ٢٥١ : ٢.
(٤) الدر المنثور ٢٥٠ : ٢.
(٥) لم ننقل كل تفاصيل الخلاف ، فراجعه إن شئت في تفاسير العامة في موضع الآية.