بنسخ التلاوة ، (١) وهو صورة معلنة ولكنها غير رسمية لمقولة تحريف القرآن
____________________
(١)انظر البرهان في علوم القرآن ٣٨ : ٢ لبدر الدين الزركشي (ت ٧٩٤ه) ؛ دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٨.
وقد قسّم القوم هذا النمط من النسخ إلى قسمين أولهما ما عبّر عنه السيوكي في الاتقان في علوم القرآن : ما نسخ تلاوته دون حكمه. «الاتقان في علوم القرآن ٢ : ٢٤».
أما الزركشي فقال عنه : وأما النسخ بالآية فليس بنسخ بل تخصيص ، ثم إنه ثابت بالقرآن الذي نسخت تلاوته ، وهو «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة». «البرهان في علوم القرآن ٢٨ : ٢».
وقد ذكر السيوطي في كتابه التحبير في علم التفسير النمط الثاني من هذا النسخ فقال عنه معرّفاً : ما نسخ رسمه وحكمه معاً كما روى البخاري عن عائشة : كان في ما أُنزل : عشر رضعات معلومات ، فنسخن بخمس معلومات. «التحبير في علم التفسير : ١١٩ ؛ دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٩٨٨ ط ١».
وقد أورد كلٌ من الزركشي والسيوطي في هذه الكتب الكثير من أخبار التحريف ، وهي تملأ مساحات كبيرة من كتب القوم ، وما يريك الدهر عجباً أن الآلوسي ذكر في مقدمة تفسيره وهو يرد على الشيخ الطبرسي صاحب مجمع البيان في شأن خلاف الشيعة لمقولة التحريف ونسبته الأمر إلى الحشوية من العامة وبعض الشيعة ، وبعد ان عزا الآلوسي مقال الشيخ الطبرسي إلى ظهور فساد مذهب أصحابه قال : إن نسبة ذلك (أي وجود أخبار التحريف والزيادة والنقصان) إلى قوم من حشوية العامة الذين يعني بهم أهل السنة والجماعة فهو كذب أو سوء فهم ، إلى أن قال : اسقط في زمن الصديق ما لم يتواتر وما نسخت تلاوته. ثم ذكر جانباً من روايات التحريف وقال : والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى. «روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ٢٤ : ١ ـ ٢٥ لشهاب الدين الآلوسي؛ دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٧».
وروايات التحريف الواردة في كتب الشيعة مردودة في موازين الجرح والتعديل التي يلتزم بها الشيعة ، وهم على أي حال ليس لديهم كتاب مقدّس بهد القرآن الكريم لا يستثنونه من هذه الموازين ، ولكن ما بال أهل العامة لهم لسان عريض في اتهام الشيعة ، في الوقت الذي تعجّ ما يسمى بصحاح كتبهم كالبخاري ومسلم بالكثير من =