بأصنافها الثلاثة : الزيادة النقصان والتغيير!.
بل لو تأمّلنا أكثر في الحالة العلمية السائدة أيّام الرسول صلىاللهعليهوآله ، لوجدت أن بعضهم كان يتبرّم لمجرد ورود كلمة عظلت على أفهامهم ، فهذا عمر بن الخطاب الذي يروي القوم عن مجاهد أنه قال : كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن ، وعن ابن عمر قوله : ما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال (أي عمر) ، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر ، وقد بلغ الحال بالسيوطي إلى أن يعقد باباً يسميه (ما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة) ويقول : والأصل فيه موافقات عمر. (١)
أقول : تجده حين يقرأ : (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) (٢) يتبرّم بصوت مسموع امام الناس ليقول على ما رواه السيوطي : عن سعيد بن منصور ؛ وابن جرير ؛ وابن سعد ؛ وعبد بن حميد ؛ وابن المنذر ؛ وابن مردويه ؛ البيهقي ؛ والخطيب ؛ والحاكم ، عن أنس أنه قال : كل هذا عرفناه ، فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت في يده فقال : هذا لعمر الله هو التكلّف ، فما عليك أن لاتدري ما الأب! اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه. (٣)
وهذا الفهم هو الذي عملت به العامة ، فأوقفت السؤال عما يبهم عملاً بأمر عمر.
____________________
= أخبار التحريف ثم يدّعي مثل الآلوسي بأن تهمتهم بذلك محض كذب أو سوء فهم؟! هذا وقد استوفينا الكلام في ذلك في كتابنا : شبهات السنّة وردود الشيعة الذي نعمل على إنجازه حالياً. ولمن أراد التفصيل عليه مراجعة كتاب «تدوين القرآن» للشيخ علي الكوراني ، وكتاب «التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف» للسيد علي الميلاني.
(١)الإتقان في علوم القرآن ٣٤ : ١.
(٢) عبس : ٣١.
(٣) الدر المنثور : ٣١٦ : ٦.