أقول : كل ذلك مجرد عيّنات انتخبت بصورة عشوائية لتبيان موقف المسلمين من شؤون بسيطة متعلّقة بـ (الكتاب ـ الحجة) ، فهل يمكن تصوّر الحجة الربّانية الموصوفة بـ (البالغة) أن تعتمد في إتمام نعمتها على الناس ، وإكمال دينها على وعي هو في أحسن صوره ناقص للغاية في فهم مفردات الكتاب اللغوية فضلاً عن معمّياته وألغازه التي لا زالت العقول حائرة في الوصول إلى شيء منها؟!
ثم أين القوم في اختلافاتهم من صريح القرآن بأن ثمة هادياً لكل قوم بعد تمام إنذار الرسول صلىاللهعليهوآله؟ لأن هذه الاختلاف ما كانت لتكون مع وجود الهادي.
إن كل ذلك يفضي إلى حقيقة موضوعية هي : إن امتداد العصمة زمنياً بعد الرسول صلىاللهعليهوآله يمثّل ضرورة عقلية هي ليست بأدنى من حيث الأولوية من ضرورة إرسال الرسل والأنبياء ، وهي ضرورة أفصحت عنها الآيات القرآنية بأكثر من مناسبة وبصور متعددة ، كما لمسنا ذلك من قبل.
ولو جئنا إلى التطبيق العملي لمورد هذا الامتداد الرسالي ، فإن أي متعصّب مهما بلغ في تعصّبه لن يجد الأمر بعيداً ضمن موازين القرآن ومقتضيات آياته عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، فمهما قال القائلون في شأن نزول الآيات القرآنية التالية ، فإنهم لن يخرجوا في أسوأ الأحوال أئمة أهل البيت : عنها :
١ ـ قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣].
٢ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) [الشورى : ٢٣].
٣ ـ قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ