ويلاحظ على كلامه أولاً : انه استخدم كلمة : لا يصج ، بدلاً من ضعيف ، فالرجل من خلال تتمة كلامه إنما يضعف السند بدليل وجود عبد الله ابن عبد القدوس وعطية العوفي ، وبين ضعف السند وبين كلمة لا يصح بعد المشرقين ، فكلمة لا يصح ترتبط بالحديث مباشرة ، بينما الضعف يرتبط بالسند ، اللهم إلا أن يكون بين الروايين بون في الطبقات عند ئذ يقال ان السند لا يصح.
وثانياً : انه حذوا حذوا البخاري في نقله عن أحمد تضعيفه لعطية العوفي وقد علمت زيف الأمر وتناقضه بما مرّ في الحديث عن البخاري ، ولربما يزيد ابن الجوزي على البخاري في كونه يدين بدين أحمد بن حنبل ويعتبر مسنده أحد دواوين الإسلام مثله مثل الموطأ والصحيحن وسنن أبي داود والترمذي ، بل جعل أحد ضوابط الموضوعات لديه هو عدم تخريجها في هذه الكتب كما نصّ على ذلك في كتابه الموضوعات ، (١) والأمر كما ترى في وهنه وضعته ، فأحمد ومسلم والترمذي كل روى بطرقه وبصور متعددة الخبر ، فعلام وضعه في الموضوعات اذن؟.
واللافت للنظر أن سبطه في كتابه تذكرة الخواص قد أوهن نقد جده لهذا الحديث فقال بعد ذكره للخبر منقولاً من فضائل الصحابة بطريق لأحمد إلى زيد بن أرقم : فإن قيل : فقد قال جدك في كتاب (الواهية) أنبأنا عبد الوهات الأنماطي ، عن محمد بن المظفر ، عن محمد التعيقي ، عن يوسف بن الدخيل ، عن جعفر العقيلي ، عن أحمد الحلواني ، عن عبد الله بن داهر حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم بمعناه ثم قال جدك : ضعيف ، وابن عبد القدوس رافضي ، وابن داهر ليس بشيء. قلت : الحديث الذي رويناه أخرجه أحمد في الفضائل وليس في اسناده أحد ممن ضعّفه جدّي ، وقد أخرجه أبو داود
____________________
(١) الموضوعات ٩٩ : ١.