خبيث. (١)
____________________
(١) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ٢٦٩ : ١ ، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت ٦٩٧ هـ) دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤٠٣ ط ١.
أقول : من المعلوم أن سبب التضعيف الصادر بحق عطية وعبد الله بن عبد القدّوس هو تشيعهما للإمام علي عليهالسلام ، وهذه الضابطة التي عمل بها هؤلاء تعني في تعريف ابن حجر العسقلاني لها : محبة علي وتقديمه على الصحابة ، فمن قدّمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيّعه ، ويطلق عليه رافضي وإلاّ فشيعي ، فإن انضاف إلى ذلك السبّ أو التصريح بالبغض فغال في الرفض ، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشدّ في الغلو. انظر : هدي الساري مقدمة فتح الباري : ٤٥٩ ابن حجر العسقلاني ؛ دار المعرفة ـ بيروت ١٣٧٩.
ولهذا فـ : الرفض الكامل والغلو فيه على أبي بكر وعمر والدعاء إلى ذلك ، فهؤلاء لا يقبل حديثهم ولا كرامة!! انظر : لسان الميزان ٩ : ١.
وقد نقل ابن حجر عن مالك قوله عن الرافضة : لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون!!
ونقل أيضاً عن الشافعي قوله : لم أر أشهد بالزور من الرافضة!!
وعن يزيد بن هارون قوله : يكتب عن كل صاحب بدعة! إذا لم يكن داعية ، إلاّ الرافضة!!
ونقل الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة قوله لأبي عصمة بعد أن سأله : ممن تأمرني أن أسمع الآثار؟ فقال له : من كل عدل في هواه إلا الشيعة! انظر الكفاية في علم الرواية : ١٢٦ ، الخطيب أبي بكر البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) المكتبة العلمية ـ المدينة المنورة.
قلت : إذا كانت هذه ضابطة القوم في توثيق الروايات فعلى علم الحديث وسنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم السلام! فهم باعترافهم يقولون : لو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة مبينة. انظر : لسان الميزان ٩ : ١.
بل لرجعت كتبهم التي يسمونها الصحاح وهي خالية الوفاض من الكثير ممن روواه ، إذ من الواضح انهم رووا عن الرجال الذين يعتبرونهم من الشيعة كالأعمش وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وأبان بن تغلب وغيرهم الكثير ، ولكن القوم يكيلون بمكاييل عدة!! وإنا لله وإنا إليه راجعون!