موسى الأشعري وأبي عن كعب وعمرو بن أمية وأمثالهم فيقول : ألهاني الصفق بالأسواق!. (١)
د ـ لو كان الأمر متعلقاً بالسنة النبوية بهذه الشاكلة ، فإنه ولا شك سيكون وبالاً على القوم دون سواهم ، فهم أبطال قصة منع تدوين السنة ، وهم أبطال قصة : حسبنا كتاب الله!! وهما بلا أدنى ريب وشك من العوامل المهمة جداً في تحجيم دور السنة النبوية الشريفة في حياة المجتمع الإسلامي وقبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تذهب خضرته بعد!! وهما بلا أدنى ريب وشك من العوامل الأساسية في تحديد حجم هذه السنة ، ومن ثم بث عوامل التفرقة والاختلاف بسبب عملية التحديد هذه!! وهما بلا أي مرية من العوامل الأساسية التي أباحت للحكام والسلاطين الذي تعاقبوا على حكم المجتمع الإسلامي الفضاء على حجم كبير منها ، بسبب تعارضه مع مصالحهم وصراعاتهم!! وإبدالها بما يرتضي مقومات هذه المصالح!!
فالمعروف أن أبا بكر كان قد منع تدوين السنة وأحرقها وسار من بعده على نهجه عمر بن الخطاب وعثمان ، ثم تعاقب بنو أمية على ذلك ، ورووا لتمرير هذه السياسة جملة من الأحاديث عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم تنهى عن تدوين الحديث ، فلقد روى أحمد عن أبي هريرة ، والهيثمي عن أبي سعيد ، واللفظ لأحمد قال : كنا قعوداً نكتب ما نسمع من النبي صلىاللهعليهوسلم فخرج علينا فقال : ما هذا تكتبون؟ فقلنا : ما نسمع منك ، فقال : أكتاب مع كتاب الله؟ فقلنا : ما نسمع ، فقال : اكتبوا كتاب الله ، امحضوا كتاب الله ، أكتاب غير كتاب الله؟ امحضوا كتاب الله أو أخلصوه ، قال : فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم
____________________
(١) انظر قصته مع عمرو في مجمع الزوائد ٣٢٤ : ٤ ، ومع أبي واقد الليثي في نيل الأوطار ٣٦٦ : ٣ ، ومع أبي بن كعب في مصنف عبد الرزاق ٤٦٦ : ٤ ، ومع أبي موسى في شرح الزرقاني ٤٦٦ : ٤.