عرفنا من كل ما مر المعطيات القرآنية عن العصمة ، وقد تبتدر في أذهان الكثيرين جملة من الإشكالات حول هذه العصمة ، حينما يرجع إلى الكثير من الآيات التي تحدثت بصورة وكأنها تنقض ما حدّثت عنه هذه المعطيات ، وقد أسهمت كتب التفاسير العامية بما حوته من أحاديث وأخبار في إثراء هذا المعنى في تلك الأذهان ، ووجدنا مؤخراً أكثر من طرف يحاول أن يزج في المكتبة التفسيرية الشيعية شيئاً من هذا الفهم ، وقد تبنّى تيار الانحراف ـ الذي سنتحدّث عنه في فصل الرابع ـ هذا الفهم ، وراح يروّج له بشتى الأساليب والوسائل.
كما وقد يسهم عدم فهم أدعية المعصومين عليهمالسلام وطلبهم المغفرة والصفح ، اضافة إلى بعض كلماتهم في إثراء هذه الإشكالات وتضخيمها.
وسنعمد في هذا الفصل إلى تفكيك عقد هذه الاشكالات من خلال تقديم عقيدة وتفسير أهل البيت عليهمالسلام في هذا المجال ، والذي نعتقد انه التفسير الوحيد الذي خلا من اتهام المعصومين عليهمالسلام بما اتهمتم به بقية المدارس من أمور تخدش بعصمتهم وتقدح بنزاهتهم ، ولن أتورط بحديث تفصيلي عن كل مشكلة وجهوها إلى عصمة الأنبياء والمعصومين عليهمالسلام ، وإنما سأحاول أن أقدّم صورة إجمالية أعتقد بوفائها لتنزيه ساحة جميع المعصومين عليهمالسلام عما وصموهم به ، تاركاً التفصيل للكتب المختصة في هذا المجال ، وإن فصّلت في بعض المواضع فليس لسبب إلا تقديم صورة