يقع فيها الخطأ لا ليستمر بل لينقلب إلى صواب. (١)
ولطبيعة الحاجة لإثبات ذلك رأينا حديث ما يسمّى بشق صدر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإخراج علقة من جسده الشريف ينساب ليستقرّ في الكتب الروائية ، ومن ثم ليتقرر معه معرفة الكيفية التي تتحقق معها العصمة الاجبارية ، ولتوحي أن ثمة شيئاً مادياً في الصدر أو القلب (٢) ـ حسب اختلاف
____________________
(١) من وحي القرآن ١٥٣ : ٤ ـ ١٥٤ محمد حسين فضل الله ، دار الملاك ط ٢ بيروت ١٩٩٨.
(٢) مفاد القصة على ما رواه مسلم في كتابه المسمى بالصحيح بطريقه إلى أنس بن مالك أنه قال : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه وصرعه ، فشقّ عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذه حظ الشيطان منك!! ، ثم غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم اعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعني ظئره ـ (أي مرضعته حليمة السعدية رضوان الله تعالى عليها) فقالوا : إن محمداً قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. «صحيح مسلم ٢١٥ : ٢ ـ ٢٢٦».
وقد رواها مسلم بستة أسانيد وجميعها عن أنس بن مالك وجميعها يختلف بعضه عن البعض الآخر ، لا سيما في خصوص المكان الذي تمت فيه الحادثة فمرة نجدها في بني سعد كما هو حال الرواية التي ذكرناها ، وثانية نجدها في داخل الكعبة ، وثالثة في بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورابعة في بئر زمزم ونفس الأمر نجده في الزمان وكذا في طبيعة التفاصيل المتعلقة بالقصة ، وقد توهم البعض هذا التعارض فتصور أن الحادثة قد وقعت عدة مرات ، وقد نقل الشيخ محمود أبو رية ـ والذي ناقش الرواية نقاشاً موضوعياً ننصح بقراءته ـ أبياتاً شعرية لأحدهم يشير إلى أن هذا الوقوع المتعدد عند العامة تكرر أربعاً متفق عليها ، وخامسة اختلفوا في شأنها. «أضواء على السنة المحمدية : ١٨٧».
ومعلوم لدى علماء الحديث ان اختلافاً بهذا المستوى الذي يحكي التعارض في ما بينها يسقط الأخبار.
) يلحظ هنا أن رواية مسلم تحدثت بهذه الطريقة : فانطلقوا بي إلى زمزم فشرح عن صدري ثم غسل بماء زمزم. وقد شرحه النووي فقال مفسراً : معنى شرح : شق. «ينظر =