فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (١) ، ومن الواضح ان الشيطان لا سبيل لتأثيره على من له مقام العبودية الصادقة فكيف بمثل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
والرسول الذي اتفق المسلمون على إنه تنام عينه ولا ينام قلبه ، فكيف يمكن أن نصف نسيانه؟! والأنكى من كل ذلك أن ما عرضته الأخبار هو النسيان في حال الصلاة ، ولك من بعد ذلك أن تتأمل في رسول المسلمين يصلي وقلبه ساه عن ذكر ربه؟!! يا قومنا ما لكم تؤذون الله في رسوله (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) (٢).
وبذا يعلم ان امكانية النسيان والسهو عند النبي معدومة ، لأن القول به يستدعي تكذيب الآيات التي عزت النسيان إلى الشيطان ، وتكذيب الآيات التي أخبر الله فيها بأن الشيطان لا سبيل له على أوليائه ، ومعه يعلم قيمة الأخبار التي تحدثت عن أن الرسول بأبي وأمي ينسى كما ننسى!! كما ويعلم حال الآيات التي تحدثت عن النسيان ، إذ ينبغي تأويلها إلى ما يبتعد بها عن هذا المعنى ، وتفصيل كل ذلك في كتابنا عن علم المعصوم عليهالسلام إن شاء الله تعالى. (٣)
____________________
(١) المجادلة : ١٩.
(٢) الأحزاب : ٥٧.
(٣) لمناقشة موجزة لما وقع فيه غير كتاب من كتب الشيعة في مطب هذه المشكلة سنعود بحول الله إلى الحديث عن سهو المعصوم عليهالسلام في القسم اللاحق ، إذ ان طريقة الحديث عن ذلك تختلف عنها في هذا القسم.