ب ـ إيمانه بوجود حالة ما يسميه بالضعف البشري التي لا تمنع المعصوم من الوقوع بحالة الخطأ التي تمليها هذه الحالة في أن يخاف في مواطن الخوف ، ويرغب في مواطن الرغبة ، وهذه الفكرة تجدها تأخذ حيزاً كبيراً جداً من تفسيره وغيره من كتبه ، ويطرحها بصورة متعددة تؤدي نفس المفهوم فتسمعه يقول : إن أسلوب القرآن في الحديث عن حياة الأنبياء ونقاط ضعفهم يؤكد القول بأن الرسالية لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري من حيث الخطأ في تقدير الأمور. (١)
وتسمعه يقول : كل ما تؤمّنه العصمة هو الالتزام الفكري والروحي والعملي بالخط المستقيم .. أما التهاويل والخطرات والمشاعر فهي أمور طبيعية. (٢)
وتقرأ في ثالثة : يرينا القرآن الكريم نقاط الضعف البشري قبل النبوة في شخصية النبي عندما كان بعيداً عن الاهتداء التفصيلي بالشريعة والمنهج ، خلافاً للفكرة المعروفة لدى الكثيرين من العلماء الذين لا يوافقون على أن النبي يمكن أن يضعف أمام عوامل الضعف الذاتي قبل النبوة أو بعدها حتى في ما لا يشكل معصية أو انحرافاً خطيراً عن الخط المستقيم. (٣)
إلى غير ذلك من أقواله التي تكلم بها ضمن مساحات كبيرة بتفسيره العجيب للآيات التي تحدثت عن الأنبياء عليهمالسلام. (٤)
ج ـ لا حدود لمساحة الخطأ في شخصية المعصوم عليهالسلام ، وهنا لم يتوقف الرجل عند الموضع الذي تتوقف عنده الغالبية المقاربة للإجماع
____________________
(١) من وحي القرآن ٢٥١ : ١٠.
(٢) من وحي القرآن ١٨٨ : ١٢.
(٣) من وحي القرآن ٩٩ : ١٧.
(٤) يمكن مراجعة فصل «في النبوة» من كتاب : لهذا كانت المواجهة ، لمعرفة بقية أقواله في هذا المجال.