إلى الخلفاء والأعوان فهي ليست خاصية فريدة للإمام ، ولأمكن استغناء الإمام عنها ، أو كان الخليفة أو الوالي المعصوم إماماً مثل الإمام المعصوم ، وإذا كانت العصمة للإمام وحده فكيف تكون لآل بيته؟ لذلك من الأفضل أن تكون العصمة مجرد وصف نظري دون تحقق عيني في التاريخ ، وفي هذه الحالة لاتكفي وحدها على الاطلاق بل تصاحبها المعجزة والنبوة وتنتهي إلى الألوهية ، بل قد يعصي النبي لأن الوحي يصححه ، وبالتالي تكون العصمة أولى بالإمام من النبي. (١)
وفي هذا النص الذي يختلط فيه السؤال الجاد مع غيره ، وتمتزج فيه الحقيقة بالوهم ، وتتناثر أطرافه وكأنها بلا جامع موضوعي يجمعها ، نلاحظ ما يلي :
١ ـ الإمامية لا تعترف بإمامة الشيخين وثالثهما ، وهي لا تضفي صفة الإمامة على الحاكم ، بل تجد أن الحاكم يجب أن يكون إماماً أو من طرف الإمام ، وهي في هذا الشرط لا تنطلق من تأسيس اجتماعي لهذا المقام ، وإنما تنطلق من أن الإمامة منصب إلهي ، والمناصب الإلهية لا تمنح من قبل المجتمع ، وإنما من قبل الله سبحانه وتعالى وذلك ضمن تفضيل لا يسع له المقام هنا ويمكن أن يطلب في كتابنا : «الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدس».
٢ ـ إن بيعة الحاكم الظالم تارة تكون بيعة إقرار شرعي ، وأخرى بيعة يفرضها الأمر الواقع بكل تداعياته واسقاطاته ، فهي بالمعنى الأول لم تحصل من الإمام علي عليهالسلام أبداً ، وليس أدلّ على ذلك من تخلّفه عن البيعة طوال مدة كافية للإعراب عن ممانعته عن اضفاء الشرعية على هذا الحكم ، وتبرز معارضته له ، أما البيعة بالمعنى الثاني فقد حصّلت بعد إبراز الموقف من البيعة بالمعنى الأول ، دون أن تمنع من تعمد الأمير (صلوات الله عليه) من
____________________
(١) من العقيدة إلى الثورة ٥ : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.