المخوّفات العارضة والزائلة ، فإن كان الخوف خشية على دنيا فهو الزاهد فيها ، وإن كان خوفاً على حياة فمن أوله منه بالحياة الآخرة التي يرى فيها المنجاة الحقيقية له من معاناته.
وعاود الخطأ ثالثة حينما عرّف العصمة بكونها رد فعل نفسي على الفتنة وتخبّط الآراء ، فلقد عرف القارىء أن العصمة أبعد ما تكون عن كونها ردة فعل ، بل هي حالة علمية يبلغ بها الوعي بحقائق الأشياء صورته المتكاملة ، بالشكل الذي تجعل المتصف بها يميّز بصورة دقيقة ما بين الحقّ والباطل والصواب والخطأ ، ولأن العصمة كمقام لا يمكن أن يتوصل إليه إلا من خلال ارادة صلبة لا تتزعزع ، فإن علمية التمييز هذه لن يتناقض فيها الفكر مع العمل ، وهي لهذا لا ترتبط بالجانب السلبي فحسب لتكون ردة فعل مضادة لسلبيته ، بل هي مرتبطة أساساً في الجانب الإيجابي فتدفع بالمتصف بها نحو الكمال ، ومن سار باتجاه الكمال ووصل إليه أين سيجد نقيض الكمال فيمارس ردة الفعل ضده؟!
وقال الدكتور حنفي : إذا كان اعتراف بإمامة الشيخين أو الخلفاء الأربعة فإنهم غير معصومين ، وإذا كانت العصمة لأحد الأئمة فإنه قد أخطأ ببيعته للإمام الظالم ، وإذا كان الإمام الرابع معصوماً فمن الخطأ القول بكفره لأنه لم يقاتل الشيخين على حقه الذي تركه ، وهل قال أحد من الخلفاء الأربعة إنه معصوم؟ وهل تمتد العصمة إليهم من الأئمة؟ وإذا امتدت فلماذا تتوقف عليهم ولا تمتد إلى التابعين والتابعي التابعين إلى ما لا نهاية؟ وإذا كان الإمام معقباً لبيعته للإمام الظالم ، محبوساً في الجبال «رضوى» فكيف يكون معصوماً وهو على هذا الحال يلقى هذا المصير؟ وإذا كان الأئمة اثني عشر فكيف يكون المعصومون أربعة عشر؟ هناك إذن معصومون غير أئمة وبالتالي لاتكون العصمة أحد أوصاف الإمام ، وإذا كانت العصمة وصفاً له فكيف لا تكون وصفاً ثابتاً ، بل توجد وتعدم تأتي وتختفي بعد مدة معينة؟ بهذا المعنى تكون العصمة مرتبطة بالأفعال وليس بالأشخاص ، وإذا كانت العصمة ممتدة