شرك ، لأنّه لم يدع إلى عبادة غير الله ، وإنّما دعا إلى ذلك بعد فأشرك (١). انتهى.
والمراد بظنّ السوء أنّ الكفّار يظنّون أنّ الله لا ينصر رسوله والمؤمنين ، ولذا كان أبو سفيان يقول : اللهمّ إنّ ديننا القديم ودين محمّد الحديث فانصر أيّ الدينين أحبّ إليك. و «السّوء» بالفتح والضمّ مصدر ، وهما لغتان فيه ، إلّا أنّ الأول غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمّه ، والثاني فيما يراد وصفه به ، فالمراد به : الشرّ.
وفي الصحاح وتقول : هذا رجل سوء بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام فتقول : هذا رجل السوء ، قال الشاعر :
وكنت كذئب السوء لمّا رأى دما |
|
بصاحبه يوما أحال على الدم |
قال الأخفش : ولا يقال الرجل السوء ، ويقال الحقّ اليقين ، وحقّ اليقين جميعا ، لأنّ السّوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، ولا يقال : هذا رجل السوء ـ بالضمّ (٢). انتهى.
وقد يقال : إنّ «السّوء» بالفتح مصدر ، وبالضمّ الاسم منه ، فإنّه ما يتحصّل من السوء ؛ كالغسل المتحصّل من الغسل ، والوضوء الحاصل من الوضوء.
ودائرة السوء بالوجهين من القراءتين ما يرجع إليهم من ظنّهم بالله أنّه ينصرهم ولا ينصر المؤمنين.
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٨٦.
(٢) صحاح اللغة ١ : ٥٦ (سوأ).