ومنها : أن يفعل الله بهم اللطف الّذي يحصل لهم عنده من البصيرة بالحقّ ما تسكن إليه نفوسهم ، قاله الطبرسيّ رحمه الله : ثمّ قال : وذلك بكثرة ما ينصب لهم من الأدلّة الدالّة عليه ، فهذه النعمة التامّة للمؤمنين خاصّة ، وأمّا غيرهم فتضطرب نفوسهم لأوّل عارض من شبهة ترد عليهم ؛ إذ لا يجدون برد اليقين وروح الطمأنينة في قلوبهم (١).
ومنها : النصرة للمؤمنين ، لتسكن بذلك قلوبهم ، ويثبتوا في القتال.
ومنها : ما أسكن قلوبهم من التعظيم لله ولرسوله. فافهم.
ثمّ الفرق بين السكينة والوقار ، أنّ الأوّل هو السكون في القلب ، والثاني في الجوارح.
وربّما يقال : إنّ السكينة هيئة بدنيّة تنشأ من اطمئنان الأعضاء ، والوقار هيئة نفسانيّة تنشأ من ثبات القلب. وهو كما ترى.
والطمأنينة أعمّ منهما ، يقال : اطمأنّ قلبي.
وتجب الطمأنينة في الصلاة.
(لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) يصلح كونه تعليلا لكلّ واحد من الأفعال المتقدّمة ولجميعها ، إلّا أنّ الظاهر أنّه علّة لإنزال السكينة لقربه وأكثريّة ارتباطه ، وفي المقام سؤال ، وهو أنّ الإيمان ليس إلّا التصديق بالله وبما جاء به رسوله ، وهو أمر واحد ، فكيف يقبل الزيادة والنقصان؟ فمتى تحقّق المعنى المذكور في شخص فهو مؤمن ، وإلّا فلا؟
والجواب عنه من وجوه :
__________________
(١) مجمع البيان ، المجلّد ٥ : ١٦٩.