ويظهر من بعض الأخبار ابتغاء البدأة بالبسملة في بدءة جميع الأمور ، لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر (١). ولتوافق العبارة والكتابة مع الأعيان والأذهان ، لأنّه تعالى سابق في هنا فناسب سبقه هناك ، وللتأسّي بالقرآن وللتيمّن ؛ كذا قيل.
ونقل الكفعميّ أيضا عن الزمخشريّ أنّ زيد بن ثابت كان يكره أن يكتب البسملة بغير سين ، وإذا رآها ليس لها سين محاها.
الجنّة الثانية : في إعرابها
فقوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ) ظرف حكميّ ، وهل متعلّقه اسم كابتداء كلامي ، أم فعل مقدّم كأبدأ أو أتصدّر كلامي باسم الله ، أم فعل متأخّر أي بسم الله أقرأ في القراءة أو أحلّ في الفتح ، أو غير ذلك ممّا يناسب الأمور؟ احتمالات : أوّلها للبصريّين ، وثانيها للكوفيّين ، ونسبه الأنصاريّ إلى المشهور في التفاسير والأعاريب ، ونقل الرابع عن الزمخشريّ ، وجملة البسملة في الأوّل اسميّة ، وفي الأخير شعبيّة فعليّة ، والظرف في الجميع مستقرّ.
قال الكفعميّ : قيل : إنّ الباء في «بسم الله» للاستعانة ومعنى ذلك أبتدئ مستعينا.
وقال الطبرسيّ : الباء متعلّقة بمحذوف تقديره «بسم الله أقرأ».
وحكى عن بعض : أنّ المحذوف عند البصريّين مبتدأ والمجرور خبره ،
__________________
(١) تفسير الإمام العسكريّ : ٢٥.