أتزعم أنّك جرم صغير |
|
وفيك انطوى العالم الأكبر (١) |
وقال بعض :
آنچه در عالم كبير بود |
|
همه در جبّه ورداى من است |
فتخصيص التربية ببعض الأفراد لخصوصيّة لا ينافي تربيتها للجميع ، فتخصيص إطلاق العالم على العقلاء غير مناف لصحّة إطلاقه على غيرهم على سبيل الحقيقة كالإنسان ، فإنّ إطلاقه على الحيوان الناطق الّذي كان له رأسان غير شائع ، مع أنّ إطلاق الإنسان عليه حقيقة.
وثالثا : بأنّ إطلاق «العالم» على ما يعقل إنّما هو خاصّ بالعرف وهو لا ينافي الوضع اللغويّ ؛ إذ هو فيه مستعمل لجميع الأجزاء على السويّة ؛ كما أنّ «الرحمن» موضوع في اللغة لكلّ من يرقّ قلبه ، لكنّه في العرف لا يطلق على غير «الله» عزّ وجلّ.
المقام الثاني : في ذكر بعض العوالم وما يتعلّق بذلك إجمالا
فنقول : لله عزّ وجلّ عوالم كثيرة لا يحصي جزئيّاتها أحد من الخلائق ، وإنّما علمه عند الله ، لكنّ العالم ينقسم مجملا :
إلى «الغيب» وهو ما غاب عن مشاهدتنا.
وإلى «الشهادة» وهي ما يشاهد ، وقد خلقها تعالى في ستّة أيّام عرفيّة على المشهور.
ونقل المجلسيّ في البحار عن بعض أنّه خلقها في ستّة آلاف عام ؛
__________________
(١) ديوان الإمام عليّ عليه السلام : ١٧٥.