طلع في وجهه الشعر ، فكان ذلك علامة الذكر ... (١) إلى آخره.
أقول : حديث المفضّل طويل الذيل ، لكنّه محتو لبعض التدبيرات الإلهيّة ، والتربيات الربّانيّة المصنوعة في الإنسان والحيوانات من السباع والبهائم والطير والهوامّ وكلّ ذي روح من الأنعام والنبات والشجر والحبوب والبقول ، وفي الصنائع السمائيّة ، والبدائع الفلكيّة ، والفوائد الفصوليّة ، والخواصّ الأرضيّة ، وغير ذلك ، فعليك بالتدبّر.
المرصد الرابع : في بيان (الْعالَمِينَ)
وفيه مقامان :
المقام الأوّل : في معناه وما يتعلّق به
فنقول : المشهور أنّ «العالمين» جمع «للعالم» وذلك لا يخلو عن إشكال ؛ إذ العالمين ـ على ما قيل ـ دالّ على العقلاء فقط ، والعالم دالّ عليهم وعلى غيرهم ، فلا يكون جمعا لاشتراط الزيادة في الجمع. فتأمّل.
والحقّ أنّه اسم جمع للعالم ؛ وهو ما سوى الباري على المشهور ، والقول بأنّه اسم لكلّ صنف وأهل كلّ قرن منقول عن بعض.
وعن بعض أنّه خاصّ بما يعقل من الملائكة والجنّ والإنس.
وعن بعض أنّه خاصّ بالجنّ والإنس ، لقوله : (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (٢)
__________________
(١) انظر خبر المفضّل بن عمر ؛ المشتهر بـ «توحيد المفضّل» في : بحار الأنوار ٣ : ٥٧ ـ ١٥٢.
(٢) الفرقان : ١.