إلى المفعول به ، على حدّ قوله : (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (١) أي يعلم الساعة ويعرفها ، أو إلى الظرف بتقدير المفعول ، أي هو مالك يوم الدين القضاء والحكم ، ويؤيّده قوله : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (٢). انتهى.
وقد يقرأ «المالك» ملك بسكون «اللام» وهو نادر. قيل هو مخفّف «ملك» بكسر «اللام» كالفخذ في فخذ ، وهل يمال مدّ «المالك» أم لا؟ قاعدة الإمالة يقتضيها ويعمّها ، ولا يمنعها ما قاله الطبرسيّ من أنّه لم يمل أحد ألف «مالك». انتهى.
إلّا أن يحمل على وفاق الحجازيّين الّذين منعوا الإمالة مطلقا ، وأمّا التميميّون فيجعلونها من المحسّنات مطلقا ، لكنّ الاحتياط عدم الإمالة في «المالك» بل في القرآن ، لأنّ ترك المحسّن الّذي يقابله القول بالمنع أولى. فليتأمّل.
المقالة الثانية : في معنى «المالك» و «الملك»
فنقول : يقال : ملكه يملكه أي سلّطه عليه بحيث لا ينبغي لغيره أخذه بدون إذنه ، والحقّ مالك الملك أي الملك بيده يتصرّف فيه حيث يشاء ، والملك هو السلطان ذو المجد والعظمة ، له الكبرياء ، وله تمام الملك الجامع لأصناف المملوكات من الأرضين والسماوات.
وقيل : أي القادر الواسع الّذي له السياسة العظمى والتدبير الأكبر.
__________________
(١) الزخرف : ٨٥.
(٢) الانفطار : ١٩.