وقيل : أي تستعجلون وتدعون الله بتعجيله.
ويؤيّده : جملة من الآيات القرآنيّة.
وقيل : المراد بالّذين كفروا هم الّذين أنكروا ولاية عليّ عليه السلام ومقامه ، ولا شكّ في كفرهم باطنا ، وقد أفتى جماعة من أصحابنا بكفرهم ونجاستهم ظاهرا أيضا ، لإنكارهم ما هو الضروريّ من القرآن والنصّ المتواتر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. فتأمّل.
وقد ورد أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليه السلام وأصحابه الّذين عملوا ما عملوا فيرون أمير المؤمنين عليه السلام في أغبط الأماكن ، فيسيء وجوههم ، ويقال لهم «هذا الّذي كنتم به تدّعون» الّذي انتحلتم اسمه وتسمّيتم أنفسكم بهذا اللقب ، وهم خلفاء بني أميّة وبني العبّاس الّذين سمّوا أنفسهم بأمير المؤمنين.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمه الله بعد ذكر هذه الآية قال عليه السلام : إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين عليه السلام ما أعطاه الله من المنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقي ويمنع ؛ تسودّ وجوه أعدائه ، فيقال لهم «هذا الّذي كنتم به تدّعون» أي : هذا الّذي كنتم به تدّعون منزلته وموضعه واسمه (١). انتهى.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أشار إلى أنّ الله هو الملجأ والمعاذ لمن آمن به ولاذ ، وأنّ الكافرين به لا معاذ
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ : ٣٧٨.