آهنى چه؟ آتشى چه؟ لب ببند |
|
ريش تشبيه ومشبّه را بخند (١) |
إذا عرفت ما عرّفناك ، فلا يغرّنّك كلمات الصوفيّة في هذا المقام ، وأشعارهم المبنيّة على الخيالات الشيطانيّة ، والزندقات الفرعونيّة ، وقد نقلنا جملة منها في كتابنا المسمّى بـ «أسرار العارفين» وفي «شرح العديلة» وغيرهما ، فالحمد لله ربّ العالمين.
(وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) المصدر (٢) للمضاف وإن عمّ ، إلّا أنّه يحتمل أن يكون المراد بالمضاف خصوص نعمة الوجود ، لكونها أصل جميع النعم الظاهريّة والباطنيّة وأمّها ؛ إذ ما من نعمة دنيويّة كانت أو أخرويّة إلّا وهي راجعة إلى أمر وجوديّ ؛ كما أنّه ليس شيء من الشرور والنقم إلّا ومرجعه إلى العدم ، ولذا ادّعوا الضرورة على أنّ الوجود من حيث أنّه وجود خير محض ، والعدم من حيث أنّه عدم شرّ كذلك.
فالمراد بإتمام النعمة إكمال الوجود بوصوله إلى فعليّة ما فيه من القابليّة والاستعداد للمراتب العالية ، وقد عرفت أنّ أعلى مراتب العبد : الوصول إلى مقام الفناء عن وجوده باستغراقه في لجّة العبوديّة بحيث لا يشغله شيء سوى ذكر الله ، ولا يرى شيئا في الوجود سوى الله.
ومن زعم أنّ الفناء عبارة عن استغراق الوجود الإمكانيّ في لجّة بحر الوجود الوجوبيّ واستتار نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات
__________________
(١) وفي المثنوي للمولويّ في معنى «في التأخير آفات» :
آتش چه؟ آهن چه؟ لب ببند |
|
ريش تشبيه ومشبّه را بخند |
(٢) «أ» : والمصدر.