تعالى «يا من اسمه دواء وذكره شفاء».
ومنها : أنّه من «ألهت عليه» إذا قدرت على اختراعه وإبداعه ، وهو الّذي ابتدع الخلق من غير وجود أحد يشاركه ويشاهده.
وبالجملة ؛ الأقوال في ذلك كثيرة ؛ لكنّ أصولها اثنان ؛ القول بأنّه مشتقّ من «أله» وأنّه من «لاه» والحقّ الأوّل ، للحديث المذكور ، وجميع المعاني الراجعة إليه صالح لإيقاعه عليه.
المخزن الثالث : في بيان مفهوم الجلالة ، وفي أنّه علم أم مفهوم كلّيّ ، وما يتعلّق بذلك
فنقول : قد اختلف العلماء في مفهوم الجلالة ، فذهب جمّ غفير وجمع كثير إلى أنّها علم مفرد موضوع للذات الواجب وجوده ، الجامع للصفات الإلهيّة المنعوت بالنعوت الربوبيّة ، المنفرد بالوجود الأصليّ الحقيقيّ ، واستدلّوا بوجوه كثيرة أقواها أنّه لو لم يكن علما لزم خروج كلمة «التهليل» وسورة «التوحيد» عن دلالة التوحيد.
وفيه كلام أنّه يحتمل كونها في الأصل مفهوما كلّيّا ، فغلب إطلاقه عليه تعالى بحيث هجر المعنى الأوّل ، فلا ينافي الدلالة المذكورة. فتأمّل.
وذهب بعض إلى أنّ مفهومها كلّيّ يطلق على كلّ من هو خالق للعالم ، مستدلّا بأنّه لو كان علما يجب معرفة المسمّى للواضع ، وهو غير ممكن.
وأجيب بوجوه أقواها : أنّ الواضع هو الله ، وهو عالم بنفسه «فسبحان من لا يعلم كيف هو إلّا هو».