طينة آدم بيدي أربعين صباحا (١).
وقال : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) (٢) فبالأوّل وعد المطيعين بالجنّة ، وبالثاني أوعد العاصين بالنار.
وتقديم البشارة لسبق رحمته على غضبه ، وكذا الكلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) (٣).
(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) تعليل لإرساله تعالى له صلّى الله عليه وآله ، فإن قرئ الأفعال الأربعة بالغيبة ـ كما عن ابن كثير وأبي عمرو ـ فلا إشكال ، إلّا أنّه وقع الالتفات في «بالله ورسوله» من الخطاب إلى الغيبة ؛ إذ الأصل في نحو هذا المقام أن يقال ليؤمنوا بي وبك.
وأمّا على القراءة المشهورة من تاء الخطاب ، فعلى تقدير القول في المعلّل فلا إشكال أيضا ؛ إذ المعنى ؛ قل لهم : إنّا أرسلناك لتؤمنوا بالله ورسوله.
وكذا لو لم نقدّره ، ولكن جعلنا الخطاب للامّة خاصّة ، إلّا أنّ فيه من الالتفات ما لا يخفى.
وكذا لو عمّم الخطاب وأزيد التغليب.
__________________
(١) عوالي اللئالي ٤ : ٩٨.
(٢) ص : ٧٥.
(٣) الأحزاب : ٤٥ و ٤٦.